ياسمين الدباغ…أسرع مرأة سعودية

ياسمين الدباغ: قصة العداءة السعودية الأسرع في المملكة

أثارت العداءة ياسمين الدباغ إعجاب وفضول الجمهور السعودي المتابع لمجريات دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو لهذا العام، فشاركت الدباغ في الفريق السعودي بعد ترشيحها من طرف الاتحاد السعودي لألعاب القوى.

انتهت رحلة العداءة ياسمين في أولمبياد طوكيو، لكن مسيرتها وإنجازاتها السابقة لا تزال صاخبة ومؤثرة بشدة، وأصبحت -منذ الآن- قدوة للنساء الرياضيات في المملكة، ومثالًا على إمكانية تحقيق النجاح والطموحات.

شغفها وأحلامها

وُلدت ياسمين في سبتمبر عام 1997 في المملكة المتحدة، لكنها تلقت تعليمها في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

منذ أن التحقت بمدرسة المعرفة العالمية بجدة، نما في داخلها حبّ الرياضة، ومارست رياضات عديدة، منها كرة السلة والسباحة وكرة الشاطئ وألعاب الجمباز، وبرزت موهبتها الرياضية منذ تلك الفترة.

درست ياسمين المرحلة الجامعية في جامعة كولومبيا بنيويورك، وانضمت هناك إلى الفريق الرياضي التابع للجامعة سعيًا لتحقيق حلمها بأن تصبح عداءة. بعد انتهاء مرحلة الدراسة الجامعية، قررت ياسمين السعي وراء حلمها بجديّة، ولحسن حظها في تلك الفترة، أعلن العداء البريطاني المخضرم لينفورد كريستي عن دورات تدريبية، وكان يبحث عن رياضيين للتسجيل فيها.

لم تتردد ياسمين في التواصل مع كريستي، وهكذا تلقت تدريبًا من كريستي لمدة 3 سنوات، وكريستي هو أكثر العدائين البريطانيين شهرة، فاز بالميدالية الذهبية خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1992 في برشلونة، وله الكثير من الإنجازات الأخرى.

مسيرتها الرياضية

قبل ظهورها في الأولمبياد، عملت ياسمين مع الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى، وكان هدفها الانضمام إلى الفريق الوطني وخوض المنافسات محليًا. وشاركت في الآن ذاته ضمن سباقات خارج المملكة، منها سباق 60 متر في “إيتن” ببريطانيا خلال عامَي 2019 و2020، وفي سباقين ضمن “لي فالي” بلندن.

من إنجازاتها المميّزة أيضًا تحقيق أفضل توقيت في سباق 60 متر، بزمن قدره 8.55 ثانية، وأفضل زمن في سباق 100 متر قدره 13 ثانية.

لكن الإنجاز الأكبر جاء في 4 حزيران عام 2021، حينما حطمت ياسمين رقمًا قياسيًا في سباق 100 متر للسيدات في السعودية، بزمن قدره 13.24 ثانية، فحازت على لقب “أسرع امرأة في السعودية”.

صورتها من الحساب الرسمي لوزارة الرياضة للفرق المشاركة في أولمبياد طوكيو

جراء هذا الإنجاز، حظيت بفرصة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقامة في طوكيو بعدما حازت على ترشيح الاتحاد.

تحقق حلم ياسمين أخيرًا، وخلال مراسم افتتاح أولمبياد طوكيو، نالت الدباغ شرف حمل العلم السعودي إلى جانب زميلها حسين رضا.

تحدثت ياسمين سابقًا لمجلة “أرابيان بيزنس” عن نظرتها تجاه هذه الرحلة، وأكدت أنها ليست رحلة سهلة على الإطلاق، بل مليئة بالمطبات والمنعطفات. فأكدت على ضرورة الاستعداد العقلي، بالدرجة الأولى، والجسدي بهدف تحقيق ما يطمح المرء إلى تحقيقه، وهذا ما يتطلب من المرء إيمانًا بنفسه.

ناقشت ياسمين أيضًا ضرورة الموازنة بين صحتنا العقلية والجسدية، وقالت أن على الإنسان أن يتوقف ويتريّث في بعض الأحيان، وأداء أمور تدفعه
إلى الاسترخاء والهدوء كي يتمكن من العمل بجد والاستمرار وفق الخطة.

الخروج من الأولمبياد والإرث الذي تركته

للأسف، انتهت رحلة ياسمين في الأولمبياد بعدما حلّت في المركز التاسع خلال مرحلة التصفيات، وسبقتها العداءة الإيرانية فرزانا فسيحي بفارق 1.58 ثانية. صحيح أن المنافسة في الأولمبياد انتهت، لكن ياسمين حققت الكثير من الإنجازات المادية والمعنوية، وكانت مصدر إلهامٍ لجيل كامل من النساء السعوديات.

على الرغم من خروج ياسمين من المنافسة، لكنها أثبتت لبلدها، وللعالم أيضًا، أن النساء السعوديات متعددات المواهب، وأن الفرصة باتت مواتية الآن لإظهار هذه المواهب. أكدت ياسمين، في حديثٍ لها مع صحيفةذا ناشيونالالإماراتية، على فترة الانتعاش التي تشهدها المملكة، وجهود الاتحاد الرامية إلى تمكين الشباب الموهوب وإتاحة الفرصة له كي يتمكن من الازدهار والوصول إلى مستويات عالية من الاحترافية.

Leave a Reply