
كانت تلك الطالبة الانطوائية التي تتخذ لها مقعد باخر الصف، تتحرى اللحظة التي ينتهي فيها اليوم الدراسي لتعود الى المنزل وتشاهد افلامها الكرتونية المفضلة. وبعدها وخلال أيام الثانوي، كانت احدى معلماتها على علم بموهبتها الخفية للرسم، فطلبت منها المشاركة في مسابقة محلية للرسم والتي ستقام بمدينتها ولكن هذه الفتاة رفضت
وترددت متعذره بالتركيز على الدراسة ، وبعد الحاح معلمتها وإصرارالفتاة على الرفض تدخلت قائدة المدرسة وقامت بتشجيع هذه الطالبة وأخيرا قبلت. وبعد المشاركة في هذه المسابقة من باب التجربة كانت المفاجاة بالفوز بالمركز الأول! وبعدها بفترة، شاركت بمسابقة اخرى للرسم على مستوى المملكة، ومجددًا تمكنت من ابراز موهبتها وحازت على المركز الرابع! وهذا الامر كان شيئًا عظيمًا انذاك..

هذة الفتاة هي رحاب خالد زكري من مدينة جازان، طالبة تصميم داخلي وفنانة تشكيلية عظيمة. بدأت مسيرتها بالرسم على الاوراق واللوح، ولكن لاحقًا حدث شيء، وكان نقطة تحول وداعم لمسيرتها، وهو اللوحات الجدارية. بالبداية كانت مترددة في رسم اول لوحة جدارية، مرتبكةٌ من النتيجة التي ستغدو عليها، ولكن مع تشجيع مالكي المطعم خاطرت فحدث عكس توقعاتها تمامًا، فقد كانت النتيجة النهائية مبهرة ولاقت اعجاب وثناء الناس. مما جعل رحاب تكتسب شهرة ونجاح، بعد ذلك اقامت دورات تعليمية لمحبي الرسم، بالإضافة الى معارض لعرض لوحاتها الحابسة للأنفاس، يتهاتف الناس من أماكن مختلفة لزيارة هذه المعارض والدورات التي تقدم فيها بصمتها
الخاصة. كل هذا وهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من العمر!



تقول رحاب لكل من يقول ان الفن لا يمكن ان يكون مصدر رزق، “انت مخطىء للغاية”. والعائد المادي الذي حصلت عليه من شغفها وموهبتها مجزي، وعروض التوظيف و الطلبات كثيرة جدًا ومازالت مستمرة ليومنا هذا. وقد تواجه بعض الأشخاص الاستغلاليين خلال مسيرتك. اشخاص قد يطمعون بالنجاح من وراء تسلق انجازاتك الخاصة، عليك بتفادي هذه العينات والتركيز على ذاتك.
وأخيرا وليس آخرا، تخبرنا رحاب بأن أي شخص لديه موهبة او شغف، يجب عليه تطوير قدراته والتحلي بالثقة والاهم من ذلك كله هو “الممارسة”، بالممارسة يكتشف الفنان خفايا موهبته واسلوبَه الخاص، فتكون
تلك نقطة انطلاقته.