الأديبة الطبيبة د.ايمان اشقر … تداوي القلوب بيديها و كتاباتها وجندي مجهول خلف مستشفى طواريء الحج ل٣٠ عاما

مع نهاية كل موسم الحج ، وبينما يغادر الحجاج مكة  فرحون، يستعدون للعودة إلى أوطانهم ليرون حكايات رحلة حياتهم بعيون مليئة PHOTO-2019-08-20-14-42-59 (1)بدموع السعادة ، تقف الدكتوره إيمان في منى – مكة  تنظر بحزن تلوح الوداع والدموع الحزينة في عينيها. تفتقدهم جميعًا. تفتقد موسم الحج، وتتساءل عما إذا كانت ستشملها البركه في العام المقبل لتلبي نداء الحج. هل ستكون هناك في منى تساعد الحجاج وتشهد ذكريات
أخرى لا تنسى؟ هل سيختارها الله العام المقبل لهذه المهمه الجليله التي أدتها على اكمل وجه لأكثر من 30 عام

الحج ليس سوى محور أوحد من حياة الدكتوره د إيمان مناجي أشقر، طبيبة إستشارية أمراض القلب اللاتداخلي لدى البالغين مجمع الملك عبدالله الطبي بجدة، وزارة الصحة السعودية والشاعرة الاديبة. آمنت الدكتورة ايمان ولإسمها منها نصيب بالقلب ووظائفه ايمانا كرست له حياتها فدرسته ودرست امراضه وعلله علمياً وكتبتها أدبيا وشعريا وتخصصت بذلك ولم يكن ذلك الاختيار بمحظ الصدفه

سطرت حروفها ما شهدته ذاكرتها من صور رهيبه ومواقف مهيبة ، تتذكر بعضها بحذافيره، و يسطر قلمها البارع تفاصيله ودائماً ما تتحدث عن ذلك و ابتسامه تعلو شفتيها و صوت شجي يقلب صفحات تاريخ حافل بالعطاء والإنجازات، والآن في أواخر عقدها  الخامس من عمرها تنطلق بقصتها وترويها وكيف اختارها الطب ولم تختره بداية إلا أنه قدرها الذي قادها لتكون من هي عليه الان

 

PHOTO-2019-08-20-14-49-04 (1)
الدكتوره ايمان مع فريقها الطبي و المتدربين، الطلاب والطالبات الاقسام الطبيه

في الثانوية العامة احببت مادة الفيزياء و تمنيت لو اكمل تعليمي كمعلمة لمادة الفيزياء ،حصلت على نتيجة الثانوية العامة و انا أقضي عطلة الصيف في القاهرة و كانت نتيجة نجاحي عالية جدا ً، فبارك الجميع نسبة النجاح و بدأ نداءهم لي بالدكتورة  ايمان و لم يكن ذاك اللقب من أحلامي، دخولي لكلية الطب كان من الصعوبة و ذلك بسبب تأخري في الحضور الا انني قدمت و تم الدخول لكلية الطب، و بعد نجاحي من السنة الاولى لكلية الطب أخبرني أبي رحمه الله أنه تمنى لو كان أحد ابناءه طبيب و كان على يقين أني من سيحقق حلمه ذلك ، Screen Shot 2019-08-11 at 3.57.32 PM.pngبعدها بدأ شغفي بالطب و أكملت حباً في أبي وحباً في العطاء و المهنة”

” في أول بدايتي كنت طبيبة عناية مركزة، عملت كطبيب مقيم ، و كان حينها مركز القلب السعودي في جدة في عامه الثاني، تعاملت مع مرضى بعد جراحة القلب وعزمت الأمر أن أكون طبيبة قلب. فأكملت دراستي في جامعة لندن بدبلوم أمراض القلب ١٩٨٩م و تم معادلته بماجستير أمراض قلب، لأعود بعدها أخصائية أمراض القلب، ثم أكملت زمالة أمراض الباطنة لأصبح إستشارية أمراض القلب في عام ٢٠٠٢م.”

تعلمت أن القلب آخر ما يتوقف عن الحياة فآثرت أن أكون في المحطة الاخيرة والأهم.” ففي مجال طب أمراض القلب، نعتني بأمراض الصمامات القلبية و الذبحة الصدرية و مرضى الجلطة القلبية، اختلاف النبض و ضعف عضلة القلب و ما يتأثر به القلب من أمراض اخرى في الجسد”. استشهدت بقول الرسول الكريم: (الا إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله)  “وهذا الحديث يعني النوايا والأفعال و لكنه إيضاً يتضح في وظيفة القلب الفيسولوجية و إثر كفاءة وظيفة القلب على جسم الانسان في كل أجهزته الحيويه

ومن هنا انطلقت رحله آخرى في مسار حياتها، آلهمت به الكثيرين اذ أصبحت من الأوائل في التثقيف الصحي بأمراض القلب و ارتفاع

PHOTO-2019-08-20-14-57-14
كتيب توعي كتبته د ايمان حول صحة القلب

ضغط الدم ومن المحاربين الشرسين المحذرين من امراض السمنة و التدخين.
“وفي أول بداياتي كنت اقدم المحاضرات و الندوات في المدارس، كنت مشاركة دائمة في الاذاعة و التلفاز و الصحف المحلية بصورة قد تكون شهرية، لأصبح بعدها المتحدث الاول في الجلسات الاجتماعية و العامة للتحدث عن أمراض القلب أخطاره و علاجه مما أدى ولله الحمد للحضور الاجتماعي الكبير .بالإضافة الى ذلك كنت المرجع الاول في المستشفى لكل من اشتكى الم في صدره او زيادة ضربات القلب، حيث كان ذلك هو الهاجس الاول للجميع، وتتذكر أجمل محاضرة تثقيفية قدمتها في  نادي الصم و البكم بجدة و محطة تثقيفيه تعتز بها كثيراً كانت في عام ١٩٩٠  وفي أيام غزو الكويت، ترأست لجنه للتطوع النسائي ودربت العديد من السيدات السعوديات و الكويتيات على الإسعافات الأولية و الإنعاش القلبي وخاصة في حال الحرب الكيماوية.

This slideshow requires JavaScript.

رحله الحج

رغم آنها أدت فريضة الحج أول مرة و عمرها ١٥ عام الا ان رحلاتها المستقبلية هي ما شكلت ذاكره الحج لديها، فهي لم تعد الحاجه الصغيره مع عائلتها وإنما طبيبه في الحج في زمن لم يكن يعرف مثيلاتها.

“رحلتي مع الحج بدأت في (١٩٨٤)، كان عمري ٢٥ عام ، وهي المرة الاولى التي أغيب فيها عن أسرتي للعمل لمدة اسبوعين كاملة،

Screen Shot 2019-08-22 at 3.24.56 PM
صوره من الحج قديماً

وبلا طريق للتواصل  فلا هاتف ولا مكتوب، في سكن جماعي مع كثيرين لا تعرفهم حق المعرفة، عمل مع مريض مجهول، .توقعات بأحداث لا نعلم ماهي” ” كان أول تعامل لي مع ضربات الشمس، غادرت منزلي الى المستشفى و من ثم رحلة في أتوبيس عام” رحله لا زالت حرارتها تشوي ذاكرتها في صيف شديد الحرارة ” كانت الرحلة من جدة الى مكة تتجاوز الساعتين  ،أضف الى ذلك غياب عن أمي و أبي .. حراره الشوق تكوي قلبها الملتاع لرؤيه والديها ولكنها الان في خطوه مصيريه تختبر قدرتها و تحملها وتٌجيب به طلباً آلهياً و رساله انسانيه حلمت بها يوماً

“في الحج لا نذكر صعوبات ،لا نؤمن بتعب او معوقات، فقط نجاهر بحبنا للحج و العطاء و إن أشتكينا أمراً ما فما هو الا من شكوى العمل اليومي و لكن عطاء الحج لا صعوبة فيه. لا صعوبات في الحج”.

وتتذكر تلك الرحلات – رحلات البدايات في تلك السنين قبل ٣٥ عام

Screen Shot 2019-08-17 at 9.54.51 PM
مناقشه لاهم الاجراءات الوقائيه لسلامه الحجاج

“كان العمل في الحج جهاد”

لا أعلام يتناقل الأخبار و لا تصريح صحفي او إذاعي يخبر عن ما سنواجهه و نعانيه

” لا عائد من وراءه الا المتعة في خدمة الحج ،العمل غير المألوف الأحساس بأنك مختلف لذا أنت ممن تم أختيارهم للعمل في المشاعر المقدسة … كان العمل من أجل الحج و خدمة الحجيج و ذلك كان الحب و الشغف بعمل الحج

“كنّا نعلم أننا سنعاني تعب و لكن سعادة العطاء لا تؤمن بشكوى من ذلك التعب”

Screen Shot 2019-08-22 at 3.38.24 PM
رجل امن سعودي يساعد احد الحجاج المتعبين (واس

“موسم الحج بالنسبة لي الآن هو موسم تعزيز العطاء ، الشحن بطاقة تكفي لعام ، تأكيد مفهوم الرسالة و القسم ،الحج هو تكريم مهنة الطب ، أن تتجاوز الرغبة الشخصية لتقديم كل ما نملك من علم و جهد الى ضيوف الرحمن كل ذلك من أجل مقابل واحد وهو خدمة الله و ضيوفه في إيام معدودات. وعطاء الحج غير في عطائي الكثير ، كان الأغلب يستغربون من إصراري على الأداء في الحج على اعتبار أني تقدمت في المهنة سناً و خبرة و يتسائلون لما التعب ؟

 كنت في كل عام اكتسب الكثير من التجربة من الحماس من التحدي ومن الأصدقاء الجدد

وحتى بعد اكثر من ٣٠ عاما لا تزال د. ايمان تتذكر الآعوام و كأنها البارحه و شجونها وهي تسترجع تلك الذكريات تسطره حروفها وهي تروي تجهيز رحلتها الانسانية

يبدأ العمل قبل الموسم بتجهيز العناية المركزة من اجهزة و أدوية و جاهزية المكان ، التأكد من كفاءة القوى العاملة من أطباء و تمريض ،توزيع الأدوار و تقسيم جداول العمل، تقديم المحاضرات العلمية قبل البدء لإلقاء الضوء على المستجدات الطبية و مراجعة الطرق الحديثة

Screen Shot 2019-08-22 at 3.39.45 PM
مشعر منى في صوره جويه (وكاله واس

في العلاج ،ثم يبداً الموسم بإستقبال الحجيج في اليوم السابع من شهر ذو الحجة

كنت دائماً في العناية المركزة و القلبية و الطواريء .. فأهم الحالات التي نسعفها في الحج ضربات الشمس والإصابات القلبية و حوادث التدافع، أما العمليات الجراحية فتختلف من مكان لآخر و من عام لآخر “اما فيما يخص أمراض القلب ففي السنوات العشر الاخيرة اصبح اجراء القسطرة القلبية لمرضى الجلطة القلبية في تزايد ملحوظ
و إجراء العمليات الجراحية للقلب ايضا في ازدياد ،استخدام الإخلاء الجوي الطبي في تقديم العلاج السريع لمرضى القلب اصبح من أولويات  الخدمة الصحية في الحج”  وجميع تلك العمليات عمليات مجانيه خاليه من أي تكاليف لكافه ضيوف الرحمن و ذويهم ومن مختلف الجنسيات و من كافه بقاع الأرض.

This slideshow requires JavaScript.

 ًوحج هذا العام هذا العام ١٤٤٠ لم يكن بمختلف عليها ولكنه كان مفرق جميل في حياتها العلمية لن تنساه ابدا

إعتدت في السنوات العشر الاخيرة ان آكون رئيسة قسم العناية المركزة في مستشفى منى الطواريء لمدة سبعة سنوات ( غبت ثلاث سنين عن العمل بسبب ظروف أسرية)، ولكني هذا العام تم تتويجي بمنصب المدير الطبي لمستشفى منى الطواريء( الأكبر في منى).و كان تشريف رائع وتكليف هام وثقة تعزز وتنصف كل ما قدمت في السنين الماضية ،لم أكن أظن أن هذا التكليف سينال كل هذا التكريم من الاعلام و وسائل التواصل ،من الناس و المجتمع. كنت أظن أنه أمر عادي و اذا بالتكريم يفوق ما توقعته و انتظرته أعوام ،وأيقنت أن

PHOTO-2019-08-20-14-48-54
د. ايمان مع وزير الصحة السعودي، د. توفيق الربيعه في منى- مكه المكرمه

.التكريم آتي لا محالة لمن يستحق، و إن طال أنتظاره

“الثقة كبيرة، المهام التنفيذية هامة ،المشاركة في اتخاذ القرار في التشغيل ،المتابعة المستمرة لسير العمل في كل المشاعر المقدسة و ليس
فقط في المستشفى التابعة لها، متابعة الأمور الصغيرة و العادية و الهامة ،عمل دائم على مدار الساعة لمدة شهر كامل”

وكل ذلك اثمر بنجاح حج هذا العام ١٤٤٠ وباركه الله ككل عام  ووتذكره بفرح وبفخر مشيده بكل من ساهم فيه

“لحظات النجاح في الحج تطهر جلياً في سلامة الحجيج أمنياً و صحياً ، في قلة عدد الإصابات ،في سهولة اداء المشاعر بدون احداث غير متوقعة ،الجهد المبذول من قبل الجنود و الآمنين لا يقاس و لا يقدر فهو فوق كل انواع العطاء الإيثار، بحق كل ما يقدم من عطاء الأطباء و غيرهم لا يأتي في ميزان عطاء الجنود الا بالقدر اليسير ،رجال الآمن هم صِمَام الآمان لنجاح الحج دائماً و أبداً”.

 “كان حج ناجح بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة ، كان هاديء منظم مصحوب بمطر اثلج قلوب الحجيج و العاملين ،خالي و لله الحمد من كل الإصابات ،الحالات المرضية قليلة ..الحمد لله كان موسم حج
مبارك جميل تمنينا لو لم ينتهي

وهنا فيديو انتجه مركز التواصل الحكومي عنها تتويجاً لعملها في منى وفيه تفيض مشاعرها الصادقه وتعكس نبرات صوتها مالذي يعنيه الحج لها

رحله الكتابة الأدبية
وفي الحج جاشت قريحتها الشعريه لتسطر اسطرها في وداع منى وهذا ليس سوى انعكاس لأحاسيسها و 
 

Screen Shot 2019-08-22 at 10.08.41 PM.png
قصيده قصيره كتبتها في وداع منى

 

:  وإستجابة لقلمها ليكتب ما يخالج فؤادها ويرسم واقعها
“أثرى عملي الطبي إحساسي الادبي و زاد من نبض قلمي، و كلاهما أضاف للآخر. ولو خيروني بين الاثنين لأخترت إيمان أشقر ” وبصوت كله ثقة وسعادة تؤكد بأن العمل الطبي والادبي لديها وجهان لعملة واحدة تدعى (إيمان

ولعل ذلك ظهر متجلياً في مشوراها الادبي الذي بدأ وهي في السنه الخامسة طب عام ٨٠م، كمشاركه لها علنيه لأول مره معلنة تمردها عن خربشات قلمها الرصاص الصامتة في دفترها الخاص الذي يحمل بين طياته بوحها

وتتذكر ذلك وبسعاده الانتصار تروي حكايتها: ” كان هناك تحدي أعلنه الأديب السعودي الرائع الاستاذ محمد العلي، حيث كتب: “أتحدى أن يكتب أحد في هذين الموضوعين : طفلين غرقا في المدينة، الميزان الذي أنكسر ..) و حيث أن كلمة التحدي تثير حرفي فكتبت الموضوعين و تم نشر أول قصة لي عام ١٩٨٠ ( الميزان الذي أنكسر)و فزت فيه ولكني للأسف أضعت الصحيفة التي نشرت القصة “

ولم تتوقف هنا فبعدها بأقل من عام كتبت رداً على أحدهم كتب مقالة ( سأتزوج من أجنبية رغم أنف الجميع) فرددت بمقال نال أعجاب الجميع بما فيهم السيد الذي كتب المقال، و منها بدأ مداد حرفي ..وكان والدي رحمه الله من اكثر المعجبين بحرفي و المشجع الاول لي و السعيد بما أكتب. في عام ١٩٨٢ بعد تخرجي من كلية الطب كتبت أول قصائدي المتواضعة ( كلمة السر) التي نالت إعجاب والدي و منها بدأت”

قصيده كلمه السر
قصيدتها الأولى كلمة السر

ومع مطلع التسعينات وثوره المنتديات الإلكترونية وتألق منتدى جسد الثقافه آنذاك، قررت الاديبة ان تختبر قلمها من جديد و بإسم ملكه سبأ بلقيس وقعت كتاباتها وفي منتدى ( نخيل وصهيل) نشترتها باسم (هدوة) إلا ان ذلك التخفي لم يدم طويلاً وآن لكتاباتها أن ترى النور متزينين بإسمها الحقيقي في كتابها الأول وعن ذلك تتذكر:

” اتصل بي الأديب الراحل الغالي جدا الاستاذ محمد صادق ذياب( رحمه الله)و طلب مني توثيق ما اكتب باسمي الحقيقية والبدء في نشر كتاباتي” وعندها بدأت بجمع كتاباتها و توثيقها. ولم يكن يعلم حينها أي من الناس بأمر نيتي في الكتابة و النشر فقط أخذت موافقة زوجي الذي بارك بداياتي

و كان ميلاد كتابي الاول ( كحلي و الخضاب في سبتمبر ٢٠٠٤)بعد وفاة والدي ووالدتي رحمهما الله ، وكان أهداء الكتاب

 إلى أبي..إليك ، لا يعلم الذين ينظرون إلي الآن كم أنا أحبك،أبي ليتك كنت
معهم ..أفتقدك
)

PHOTO-2019-08-20-14-48-52
كتابها الأول

و بدأت الكتاب بأول قصيدة(  كلمة السِّر ) تلك المحاولة الاولى التي اعجبته في سنين ماضيه وكانت خطوتها الأولى في مشوراها. و بعد نجاح كتابها الاول توالت إصدارتها. إذ جاء الإصدار الثاني بعنوان عزف منفرد في عام ٢٠٠٨

تلاها إصدار باللهجة المحلية الحجازيه بعنوان ( بنت لال في عام٢٠١١) والذي نال تدشين جميل على شرف الكاتب المبدع الدكتورعبدالله مناع و أتبعه اُمسية ادبية جميلة حظى بعدها الكتاب بالقبول من الجميع، ولم يكن كتاب بنت لال كتاباً عادياً بل  كان تسطير لأحداث كثيره اختزنتها ذاكرتها من حياتها و طفولتها خاصه وعائلتها المحبه وجدها و جدتها و صور من حياتهم الحجازيه و ذكريات لن تمحي.

انعكست بعضها ونكهته الحجازيه في بيت بنت لال وهو بيت تراثي أقمته في مدينة جدة التاريخيه منطقه البلد بإسم بنت لال و إحتوى على صور قديمة عن مدينة جدة و تحف قديمة عن جدة التاريخية و كان بمثابة بيت أثري متواضع يحكي عن بيوت جدة القديمة “بنت لال” البيت الحجازي المتواضع  قامت بترميمه ليكون نادياً اجتماعياً وملتقى ثقافي يعكس عبق جدة الماضي و حارات البلد القديمة ليلتقي فيه
الادباء و المثقفين.

This slideshow requires JavaScript.

ففيها شيد المقهى وأثث ليحاكي عصر مضى و وبقيت منه صور زينت جدرانه و أدوات تحمل تاريخ عصر ذهبيPHOTO-2019-08-20-14-57-15 ترعرت فيه ايمان تجسد ذكرياته و ألحانه و جماله العتيق وكذلك العاب لعبتها في طفولتها ووضعت في دهليزه الصغير مجموعة أعمالها الشعرية، ومنها بنت لال (كنيه لورقه اللعب في أورق اللعب ( الكوتشينة أو الشدّة (و التي تعشقها كثيرا وزينت بها غلاف ديوانها الشعري، وفي بيت لال أيضا أقمت بها بعض الأمسيات
كان يملك من قلبي و وقتي الكثير ،حزنت جداً لأني تخليت عنه لأسباب كثيرة و كتعويض أقامت بناتي لي في منزلي ركن خاص
جميل جداً يحمل نفس الاسم بنت لال

وبعدها بأربع سنوات  في عام ٢٠١٤ أصدرت الكتاب الرابع بعنوان ( ساحرة) و كان تدشينه خارجياً في معرض بيروت الدولي للكتاب و شاركت فيه كذلك ذلك بأمسية جميلة أضافت لتاريخي الادبي بداية صلبة جميلة حيث بارك الحضور في لبنان حرفي و أسطري وسطرت تلك التجربه بقصيده ناجت فيها اديبتها المفضله غاده السمان التي سكنت بيروت حيناً وكتبت رائعتها “لا بحر في بيروت” وكلاهما كتبتا عن الحب اللاأبدي وصراعاته

This slideshow requires JavaScript.

ومن هذا المنحي وبعد ذلك بعام، في عام ٢٠١٥ اتخذت كتاباتها تطورا جديداً، اذ لم تعد مجموعات شعريه وانما تحولت لأحداث ترويها في قصص وروايات قصيره ومطوله، الهمت كتابه سطر روايتها الأولى زياره عمل قامت بها لباكستان.

image1 (2)
كتبها ارق، ساحره، أول فصول الخيانة

وبعدها تتذكر ايمان:
“أشتعل قلم القصة بين يدي و بدأت الكتابة لأكثر من رواية، في عام ٢٠١٦ أصدرت أول محاولة قصصية لي بعنوان ( أول فصول الخيانة) وفي نفس الوقت أصدرت مجموعة (أرق ) بإشراف من نادي نجران الادبي وتم تدشين الإصدارين في معرض القاهرة الدولي
للكتاب عام ٢٠١٦ و شاركت فيه بأمسية كذلك”

كما اصبحت عضوة في الصالون النسائي الأدبي بجدة وقدمت أمسية بعنوان (سقف التحدي) وكمحبة للفن التشيكيلي وحاضره بقوة حضور في اغلب المعارض الفنية، افتتحت معرض رسم ( ملامح ) لعشرة من الفنين التشكيلين السعوديين في عام ٢٠١٧،كما افتتحت معرض ( بصمة إبداع ) لفنانات مدينة رابغ عام ٢٠١٨

 

PHOTO-2019-08-20-14-57-10
تكريمها من النادي الأدبي في جدة

 يعجبها حرف الأديبه رضوى عاشور ، وكتابات أَلِفْ شَفَقْ . في كتاباتهما تلوح المشاعر الفياضه وما يشعر به القلب والروح يأخذ نصيب الأسد فكذلك كتاباتها وقصائدها كما تصفها:

“خاطرة تصدر من القلب عن شعور نخفيه، نخشى عليه، نعيشه سراً جهرا، بعضها مر بي و بعضها تمنيت لو يمر، بعضها وجع ٌ أتاني يشتكي و بعضها وجعٌ آلمني”
“أعشق الحرف، المعنى المختفي بين السطور، القصة التي لا تشبه ماسبق ”
“كل ما اكتب هو نهار عاشه أحدٌ ما، صدفة، عشقٌ وحكاية لم تكتمل”

وحكايات اكتملت كذلك كما حبها للرسول الكريم و اعتزازها بدينها، وحبها لمدن غاليه عليها كبيروت وعمّان، ولأشخاص كما اديبتها غادة
السمان واهم من ذلك عائلتها والتي خصصت لهم مساحات و صفحات من قصائدها و رواياتها

image9
قصيده في حب النبي عليه الصلاه والسلام

فكانت هناك طفولتها وهي الطفلة الرابعة من بين ثمان (اربعة اولاد و اربعة بنات ) وكما قالت:”ووالدين بسيطين رائعين ، تربيت وسط عائلة مكونة من جد و جدة ، أسرة متحابة، عائلة كبيرة ،حي أغلبهم من أقاربي ..”
كل هذه الذكريات وحكايا العائله و اسرار ايمان، عكستها الصفحات التي قالت عنها ” في كل كتاب هناك صفحة تفضحني”

الا أن كتابها ( أول فصول الخيانة ) اقربهم لقلبها اذ أستطاعت به تخطي حاجز القصة و كتبتها، ولكن لا يزال “بنت لال “ما يروي ماضي عبق تحن اليه بكل شوق في بيت جدتها و تدمع لتذكره.
ولا تزال تطمح  أن تكون اكثر تأثيراً ادبياً، ” أطمح أن ألخص تجربتي في خدمة الطب ليقرأه القادمون”

 

التوازن في الحياة

وبروايتها لقصتها يتبادر السؤال كيف استطاعت ان توازن بين العمل والكتابه والعائله ام طغي جانباً على الآخر؟
وهل تححقت المقولة غير النمطيه :خلف كل امرأه عظيمه رجل عظيم مثلها؟ و تجيب الاديبه د ايمان على ذلك:
“التوازن مهم لكي نضمن الاستقرار و المضي في طريق النجاح”
كان دعم عائلتي لي فوق ما اتمنى، اثناء الدراسة بتوفير الجو الأسري الجميل الذي ينسيني الإجهاد وأثقال العمل النفسية ، وبعد زواجي من د. محمد مسرحي طبيب مثلي يتفهمني، كان هو هو السبب الاول في نجاحي بعد اسرتي، فهو المشجع الأهم في كل خطواتي و مراحل تقدمي في العمل. زوجي كان أمامي و أنا أحقق أحلامي و طموحي و أول من يبارك لي كل يوم في حياتي العلمية و العملية و الأسرية و الخاصة
“ومن أكثر لحظات نجاحي العملي وأنا أقيم مؤتمر جدة للقلب في عام ٢٠١٦ بعد حلم طال إنتظاره”

“ساعدني زوجي وابنائي في صنع إيمان التي أحب وما هي عليه الآن”

PHOTO-2019-08-20-14-49-05
د ايمان مع ابنها و بناتها

ورغم ابتعاد ابنائها الثلاثه جميعهم عن المجال الطبي و الادبي لانهم كما قالت ضاحكه: ( كانوا يقولون: نخشى أن لا نكون مثلك فنقلل من تاريخك” إلا انهم جميعهم اختاروا مجالات رياديه وجميعهم قريبين منها:
“اولادي: ابني أحمد، ٢٧ سنة تخصص تمويل وهو نبض قلبي، وابنتي مي، ٢٥ سنة ،تخصص تمويل وتعمل في شركة خاصة هي تؤام روحي في كل شيء، أما ابنتي الصغرى ٢٢ عام، تخصصت تمويل وتعمل في شركة استثمار  وهي روحي التي أحيا بها”. وهم أعظم أركان سعادتها ومن اجمل لحظاتها:” زواج أبني أحمد في عام ٢٠١٨”

 وحول التوازن في حياتها، تؤكد تحقيقها ذلك “نؤمن جميعناً بأن من حق الانسان أن يضع لنفسه جزء خاص من يومه لتحقيق هواياته و ترك حرية بعض الوقت لكي يعطي  أكثر، نعم هو فن نوعية الوقت الذي نقضيه معاً، كل منا يقضي بعض الوقت بمفرده ليعود أكثر عطاء

Screen Shot 2019-08-23 at 12.39.10 AM.png

وفي وقتها المنفرد تتجه للبحر ،مكانها المفضل الذي تعشقه وهي ابنة جدة المدينة الساحلية الهادئة الصاخبه “في ركن بعيد أعتدت أن أقضي فيه مساء الاثنين من كل اسبوع مع صديقتي منى بعيداً عن كل أمور الحياة الروتينية ”
الا انها تدرك بآن أجمل وقت تمضيه هو في السفر مع زوجها.
ترى المدينه المنوره كأجمل مكان في السعودية …و أجمل ما يميز السعوديه هو التلاحم الأسري بين أبنائها

قهوه تركيه.pngتعشق الغيم، وتحب الشوكولاتة الداكنة وراحة الحلقوم بصحبة فنجان قهوة 

تتمني من الجميع أن يجرب أن يعيش اللحظة “أن يعيش الآن … نسامح لا نكثر العتب و اللوم و هذا من صفات الاولين

و تدرك: ” لو ملكت آلة الزمن و عادت للوراء، لأبتسمت و خففت من قلق تلك الايام ، و لعلمت يقيناً أن أياماً جميلة تنتظرنا بعد ثلاثين عام “

Screen Shot 2019-08-22 at 9.35.16 PMونصيحة خاصة للنساء:” الأنثى هي تاج الحياة فلا نستمع لمن أراد بِنَا ولنا غير ذلك . اللحظة الآن هو أجمل وقت يمر بِنَا، لنعيش اللحظة ونحب بلا مقابل نعطي دون انتظار.”

محطة أخيرة 

اين ترى إيمان نفسها في المستقبل؟
أرى أيمان في هدوء، في الاستمتاع بحصاد السنين وجني ثمار التعب

Leave a Reply